ثم قال تعالى: ﴿لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا﴾.
قال ابن عباس: أُخِذتْ.
قال أبو جعفر: والمعروفُ من قراءة مجاهد والحسن (سُكِرَتْ) بالتخفيف.
قال الحسن: أي سُحِرَتْ.
وحكي أبو عُبيدٍ عن أبي عُبيدةَ أنهُ يقال: سُكِرتْ أبصارهم: إذا غشِيَها سَمَادِيرُ حتى لا يُبصروا.
وقال الفرَّاءُ: من قرأ (سَكِرِتْ) أخذَهُ من سكونِ الريح.
قال أبو جعفر: وهذه الأقوال متقاربة، والأصلُ فيها ما قال (أبو عمرو بنِ العلاءِ) يرحمه اللهُ قال: هو من السُكْرِ في الشراب.
وهذا قول حسنٌ أي غشيهم ما غطَّى أبصارَهم، كما غَشيَ السكران ما غطَّى عقلَهُ.
وسكوُر الريِح: سكونُها وفتورها، وهو يرجع إلى معنى التَّخيير.
{"ayah":"لَقَالُوۤا۟ إِنَّمَا سُكِّرَتۡ أَبۡصَـٰرُنَا بَلۡ نَحۡنُ قَوۡمࣱ مَّسۡحُورُونَ"}