وقولُه جلَّ وعز: ﴿وَأَرْسَلْنَا ٱلرِّيَاحَ لَوَاقِحَ﴾.
قال عبدالله بن مسعود: تحمل الرِّيحُ الماءَ فتلِّقح السحابَ، وتَمْريه، فيدُرُّ كما تَدُرُّ اللَّقحةُ، ثم يُمطر.
وقال ابن عباس: تُلَقِّح الرياحُ الشجر، والسَّحاب، وتَمْريهِ.
وقال أبو رجاء: قلتُ للحسن: ﴿وَأَرْسَلْنَا ٱلرِّيَاحَ لَوَاقِحَ﴾ فقال: تلقِّحُ الشجرَ، قلتُ: والسَّحاب؟ قال: والسَّحاب.
وقال أبو عبيدة: ﴿لَوَاقِح﴾ أيْ مَلاَقِح، يذهبُ إلى أنه جمع مُلْقِحة، ومُلْقِح، ثم حذفت منه الزوائد.
قال أبو جعفر: وهذا بعيدٌ، وإنما يجوز حذفُ الزوائد، من مثل هذا في الشعر، ولكنَّه جمع لاقحة.
و"لاَقِحٌ" على الحقيقة بلا حذف، وهو على أحد معنيين: يجوز أن يُقال لها لاَقِحٌ على النَّسَب أي ذات إلقاحٍ كأنها تُلقِّح السحابَ والشجر، كما جاء في التفسير، وهو قولُ أبي عمرو.
ويجوز: أن يُقال لها لاقِحٌ أي حاملٌ، والعرب تقول للجَنُوب لاقحٌ وحاملٌ، وللشمال حائلٌ وعقيم، وقال الله جل وعز: ﴿حَتَّى إذَا أَقَلَّتْ سَحَابَاً ثِقَالاً﴾ فأقلَّتْ، وحَمَلَتْ واحدٌ.
{"ayah":"وَأَرۡسَلۡنَا ٱلرِّیَـٰحَ لَوَ ٰقِحَ فَأَنزَلۡنَا مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ مَاۤءࣰ فَأَسۡقَیۡنَـٰكُمُوهُ وَمَاۤ أَنتُمۡ لَهُۥ بِخَـٰزِنِینَ"}