ثم قال تعالى ﴿نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَىٰ﴾.
أي ذَوُوْ نَجْوةٍ أي سِرَارٍ.
ثم بيَّن ما يتناجون به فقال جلَّ ثناؤه:
﴿إِذْ يَقُولُ ٱلظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً﴾.
في معناه قولان:
قال مجاهد: أي مخدوعاً.
وقال أبو عُبيدة: أي له سَحْرٌ، والسَّحْرُ والسُّحْرُ. الرِّئةُ.
والمعنى عنده: "إنْ تَتَّبعُونَ إلا بَشَرَاً" أي ليس بمَلَكٍ.
قال أبو جعفر: والقولُ الأولُ أنسبُ بالمعنى، وأعرفُ في كلام العرب، لأنه يُقال: ما فلانٌ إلاَّ مَسْحورٌ أي مَخْدوعٌ كما قال تعالى ﴿إنِّي لأظُنُّكَ يا مُوسَى مَسْحُورَاً﴾.
أي مخدوعاً: قال الشاعر:
أَرَانَا مُوضِعِينَ لِحَتْم غَيْبٍ * وَنُسْخَرُ بالطَّعَامِ وبِالشَّرَابِ
أي نُعَلَّلُ بهما فكأنَّما نُخدَعُ، ويُبيِّنهُ قولُه تعالى ﴿انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لكَ الأَمْثَالَ﴾.
وقال في موضعٍ آخر ﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعلِّمهُ بَشَرٌ﴾.
{"ayah":"نَّحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَا یَسۡتَمِعُونَ بِهِۦۤ إِذۡ یَسۡتَمِعُونَ إِلَیۡكَ وَإِذۡ هُمۡ نَجۡوَىٰۤ إِذۡ یَقُولُ ٱلظَّـٰلِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلࣰا مَّسۡحُورًا"}