ثم قال جل وعز:﴿وَكَانَ لَهُ ثُمُرٌ﴾.
ويُقرأ ﴿ثَمَرٌ﴾ فالثَّمرُ معروفٌ.
وفي الثُّمُرِ قولان:
أ- قال مجاهد: كلُّ ما كان في القرآن من ثُمُرٍ فهو المالُ، وما كان من ثَمَر فهو من الثِّمار.
ب- وقال أبو عمران الجوني: الثُّمُرُ: أنواعُ المال، والثَّمَرُ: الثَّمراتُ.
ج- وقال أبو يزيد المدني: الثُّمُرُ: الأصلُ، والثَّمَرُ: الثَّمرةُ.
قال أبو جعفر: وكأنه يريد بالأصل الشجَّرَ، وما أشبهها.
وهذه الثلاثةُ الأقوالِ ترجع إلى معنىً واحد، وهو أن الثُّمُرَ: المالُ.
والقولُ الآخرُ: حدثنا أحمد بن شُعيب، قال: أخبرَني عِمْرانُ بن بكار، قال: حدثنا إبراهيم بن العلاء الزبيدي قال: حدثنا شعيبُ بن إسحق، قال: حدثنا هارون، قال: حدثني أبان بن تغلب عن الأعمش أن الحجَّاج قال: "لو سمعتُ أحداً يقول ﴿وَكَانَ لَهُ ثُمُرٌ﴾ لقطعتُ لسانه، فقلتُ للأعمش: أتأخذ بذلك؟ قال: لا، ولا نِعْمةَ عين. فكان يقرأ ﴿ثُمُر﴾ ويأخذه من جمع الثَّمَر".
قال أبو جعفر: فالتقدير على هذا القول، أنه جَمَع ثَمَرةً على ثِمارٍ، ثم جمع ثِمَاراً على ثُمْرٍ، وهو حسنٌ في العربية، إلاَّ أنَّ القول الأولَ أشبهُ ـ واللهُ أعلمُ ـ لأن قولَه تعالى ﴿كِلْتَا الجنَّتَيْن آتَتْ أُكُلَهَا﴾ يدلُّ على أن له ثَمَراً.
* ثم قال جلَّ وعز: ﴿فَقَالَ لَصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ﴾ أي يخاطبه ﴿أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً﴾.
[النَّفَرُ: الرَّهطُ، وهو ما دون العَشَرة، وأراد ها هنا الأتباع، والخَدَم، والولد].
{"ayah":"وَكَانَ لَهُۥ ثَمَرࣱ فَقَالَ لِصَـٰحِبِهِۦ وَهُوَ یُحَاوِرُهُۥۤ أَنَا۠ أَكۡثَرُ مِنكَ مَالࣰا وَأَعَزُّ نَفَرࣰا"}