ثم قال جل وعز: ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لاۤ أَبْرَحُ﴾.
قيل: إنما قيل له "فَتَاهُ" لأنه كان يخدمه وهو "يُوشَعُ".
ومعنى ﴿لاۤ أَبْرَحُ﴾ أي لا أزالُ، وليس معناه: لا أزولُ.
* ثم قال جلَّ وعزَّ: ﴿حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ ٱلْبَحْرَيْنِ﴾.
روى مَعْمرٌ عن قتادة قال: "بحر الروم" و "بحر فارس".
وقال غيره: هو الموضعُ الذي وعَدَه اللهُ أن يلقَى فيهِ الخَضِرَ.
* ثم قال تعالى: ﴿أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً﴾.
رَوَى عَمْروُ بنُ ميمون عن عبدِاللهِ بن عَمْروٍ: الحُقْبُ: ثمانون سنة.
ورَوَى ابنُ نجيح قال: الحقبُ: سبعون خريفاً.
ورَوَى مَعْمرٌ عن قتادة قال: الحُقْبُ: زمانٌ.
قال أبو جعفر: الذي يعرفه أهلُ اللغةِ أنَّ الحُقْبَ، والحُقْبَةَ: زمانٌ من الدَّهرِ مبهمٌ، غيرُ محدُودٍ، كما أن "قَوْمَاً" و "رَهْطَاً" مبهمٌ غير محدودٍ.
والحُقُبُ: بضمتين: جمعُهُ أحْقَابٌ.
ويجوز أن يكون "أحْقَابٌ" جمعُ حِقَبٍ، وحِقَبٌ جمعُ حِقْبَةٍ.
{"ayah":"وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَىٰهُ لَاۤ أَبۡرَحُ حَتَّىٰۤ أَبۡلُغَ مَجۡمَعَ ٱلۡبَحۡرَیۡنِ أَوۡ أَمۡضِیَ حُقُبࣰا"}