قال جلَّ وعز: ﴿مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ ٱلَّذِي ٱسْتَوْقَدَ نَاراً﴾.
قال ابن كيسان: استوقد بمعنى أَوْقَد، ويجوز أن يكون استوقدها من غيره، أي طَلَبها من غيره.
قال الأخفش - هو سعيد - ﴿الَّذِي﴾ في معنى جمع.
قال ابن كيسان: لو كان كذلك لأعاد عليه ضميرَ الجمعِ، كما قال الشَاعر:
وَإِنَّ الَّذِي حَانَتْ بِفَلْجٍ دِمَاؤُهُمْ * هُمُ القَوْمُ كُلُّ القَوْمِ يَا أُمَّ خَالِدِ
قال: ولكنه واحدٌ شُبِّه به جماعة، لأن القصد كان إلى الفعل، ولم يكن الى تشبيه العين بالعين، فصار مثل قوله تعالى ﴿مَا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ إلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾ فالمعنى: إلا كبعثِ نفسٍ واحدة.
وكإيقاد الذي استوقد ناراً.
* ثم قال جل وعز: ﴿فَلَمَّآ أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ ٱللَّهُ بِنُورِهِمْ﴾.
ويجوز أن يكون "ما" بمعنى "الذي" وأن تكون زائدة، وأن تكون نكرة.
والمعنى: أضاءت له فأبصر الذي حوله.
{"ayah":"مَثَلُهُمۡ كَمَثَلِ ٱلَّذِی ٱسۡتَوۡقَدَ نَارࣰا فَلَمَّاۤ أَضَاۤءَتۡ مَا حَوۡلَهُۥ ذَهَبَ ٱللَّهُ بِنُورِهِمۡ وَتَرَكَهُمۡ فِی ظُلُمَـٰتࣲ لَّا یُبۡصِرُونَ"}