وقولُه جل وعزَّ: ﴿وَجَآءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى ٱلْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ﴾.
رَوَى معمرٌ عن قتادَة قال: هو مؤمنُ آل فرعونَ.
﴿قَالَ يٰمُوسَىٰ إِنَّ ٱلْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ﴾.
قال أبو عُبَيْدةَ: ﴿يَأْتَمِرُونَ﴾ أي يتشاورون، وأنشد:
أَحَارُ بنَ عَمْرِوٍ كَأَنِّي خَمِرٌ * وَيَعْدُو عَلَى المَرْءِ ما يَأْتَمِرْ
قال أبو جعفر: وهذا القولُ غَلَطٌ، ولو كان كما قال: لكان "يتآمرونَ فِيكَ" أي يتشاورون فيك، أي يستأمر بعضُهم بعضاً.
ومعنى ﴿يَأْتَمِرُونَ﴾ يَهُمُّونَ، من قوله جلَّ وعزَّ ﴿وائْتَمِرُوا بينكُمْ بِمَعْرُوفٍ﴾ وكذلك معنى:
"وَيْعُدو عَلَى المَرْءِ مَا يَأْتَمِرُ"
كما يقال: من وسَّع حُفْرةً وَقَعَ فيها.
{"ayah":"وَجَاۤءَ رَجُلࣱ مِّنۡ أَقۡصَا ٱلۡمَدِینَةِ یَسۡعَىٰ قَالَ یَـٰمُوسَىٰۤ إِنَّ ٱلۡمَلَأَ یَأۡتَمِرُونَ بِكَ لِیَقۡتُلُوكَ فَٱخۡرُجۡ إِنِّی لَكَ مِنَ ٱلنَّـٰصِحِینَ"}