ثم قال جلَّ وعز: ﴿أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ ٱلسَّبِيلَ﴾.
استفهامٌ فيه معنى التوبيخ والتقرير.
* وقوله جل وعز ﴿وَتَقْطَعُونَ ٱلسَّبِيلَ﴾.
قيل: كانوا يتلقَّوْن النَّاس من الطَّرُقِ للفساد.
وقيل: أي تقطعون سَبيلَ الولد.
* ثم قال جلَّ وعز: ﴿وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ ٱلْمُنْكَرَ﴾.
قال مجاهد: النَّادي: المجلسُ، والمنكرُ: فعلُهم بالرِّجالِ.
قال أبو جعفر: المنكرُ في اللغة: يقعُ على القول الفاحش، وعلى الفعلِ.
حدثنا محمد بن ُإِدْريسَ بنِ الأسْودِ: قال: حدثنا إبراهيمُ بنُ مَرْزوقٍ، قال: حدثنا عبدُاللهِ بنُ بكرٍ، قال: حدثنا حاتم بن أبي صَغِيرة، عن سِمَاكٍ، عن أبي صالح ـ مَوْلَى أمِّ هانيءٍ ابنةِ أبي طالبٍ ـ رضي الله عنها - أنها سألتْ رسولَ الله ﷺ قالت: قلتُ يا رسولَ الله: أرأيتَ قولَ اللهِ عزَّ وجل ﴿وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ ٱلْمُنْكَرَ﴾ ما كان ذلك المنكرُ الذي كانوا يأتونه في ناديهم؟ قال: كانوا يضحكونَ بأهلِ الطريقِ، ويحذِفُونهم.
قال أبو جعفر: فسمَّى الله جلَّ وعزَّ هذا "منكراً" لأنه لا ينبغي للنَّاس أن يتعاشَرُوا به.
وحدثنا أسامةُ بن أحمد قال: حدثنا عبدالرحمن بن عبدالله بن عبدالحكم، عن يزيد بن بُكير، عن القاسم بن محمد في قوله تعالى ﴿وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ ٱلْمُنْكَرَ﴾ قال: كانوا يتفاعلون في مجالسهم، يَفعل بعضُهم على بعضٍ.
قال أبو جعفر: قالها الشيخ بالضَّادِ والطَّاء.
{"ayah":"أَىِٕنَّكُمۡ لَتَأۡتُونَ ٱلرِّجَالَ وَتَقۡطَعُونَ ٱلسَّبِیلَ وَتَأۡتُونَ فِی نَادِیكُمُ ٱلۡمُنكَرَۖ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوۡمِهِۦۤ إِلَّاۤ أَن قَالُوا۟ ٱئۡتِنَا بِعَذَابِ ٱللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِینَ"}