قولُه عزَّ وجل ﴿يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ﴾.
ابيضاضُها: إشراقُها، كما قال تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفرَةٌ﴾.
* ثم قال تعالى: ﴿فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ؟ فَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ﴾.
في الكلام محذوفٌ، والمعنى: فأمَّا الَّذينَ اسودَّتْ وجوهُهم، فيقالُ لهم: أكفرتم بعد إيمانكم.
وأجمع أهُل العربية على أنه لابدَّ من الفاء في جواب "أَمَّا" لأن المعنى في قولك "أمَّا زيدٌ فمنطلقٌ": مهما يكن من شيءٍ فزيدٌ منطلق.
قال مجاهد: في قوله تعالى ﴿أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ﴾ بعد أخذ الميثاق.
ويدلُّ على هذا قوله جلَّ وعلا ﴿وَإذْ أَخَذَ رَبَّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ﴾ الآية.
وقيل: هم اليهودُ، بَشَّروا بالنبي ﷺ ثم كفروا به من بعد مبعثه، فقيل لهم: أكفرتم بعد إيمانكم؟
وقيل: هو عامٌّ، أي أكفرتم بعد أن كنتم صغاراً، تجري عليكم أحكام المؤمنين؟.
{"ayah":"یَوۡمَ تَبۡیَضُّ وُجُوهࣱ وَتَسۡوَدُّ وُجُوهࣱۚ فَأَمَّا ٱلَّذِینَ ٱسۡوَدَّتۡ وُجُوهُهُمۡ أَكَفَرۡتُم بَعۡدَ إِیمَـٰنِكُمۡ فَذُوقُوا۟ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ"}