قوله تعالى: ﴿يٰمَرْيَمُ ٱقْنُتِي لِرَبِّكِ﴾.
قيل: القنوتُ ها هنا القيامُ، وروي أن النبي ﷺ سُئِلَ "ما أَفْضَلُ الصلاةِ؟ فقال: طولُ القنوتِ" أي طول القيام، وسمي الدعاء قنوتاً، لأنه يُدعى به في القيام.
وروى عَمرُو بنُ الحارث، عن درَّاج، عن أبي الهَيْثم، عن أبي سعيد الخدري عن النبي ﷺ قال: قال: ﷺ "كلُّ حرفٍ ذكره الله في القرآن من القنوت، فهو الطاعة".
* ثم قال تعالى: ﴿وَٱسْجُدِي وَٱرْكَعِي مَعَ ٱلرَّاكِعِينَ﴾.
فبدأ بالسجود قبل الركوع، وفي هذا جوابان:
أحدهما: أنَّ في شريعتهم السجودَ قبلَ الركوعِ.
والقول الآخر: أن الواو تدل على الإِجتماع، فإذا قلت: قام زيدٌ وعمْرٌ، جاز أن يكون عَمْروٌ قبل زيد، فعلى هذا يكون المعنى: واركعي واسجديِ، ولهذا أجاز النحويون قام وزيدٌ عمروٌ وأَنشدوا:
أَلاَ يَا نَخْلَةً مِنْ ذَاتِ عِرْقٍ * عَلَيْكِ ـ ورحمةُ اللهِ ـ السَّلاَمُ
{"ayah":"یَـٰمَرۡیَمُ ٱقۡنُتِی لِرَبِّكِ وَٱسۡجُدِی وَٱرۡكَعِی مَعَ ٱلرَّ ٰكِعِینَ"}