قوله عز وجل: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ٱزْدَادُواْ كُفْراً لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ﴾.
قال أبو العالية: هؤلاء قوم أظهروا التوبة ولم يُحقِّقوا.
وقال غيره: نزلت في قوم ارتَدُّوا ولحقوا المشركين، ثم قالوا: سنرجع ونُسلُمُ.
فالمعنى: أنهم أظهروا التوبة أيضاً وأضمروا خلاف ذلك، والدليلُ على ذلك قولُه عز وجل: ﴿وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلضَّآلُّونَ﴾ ولو حقَّقوا التوبة لما قيل لهم "ضالُّون".
ويجوز في اللغة أن يكون المعنى: لن تقبل توبتهم، فيما تابوا منه من الذنوب، وهم مقيمون على الكفرِ، هذا يُروى عن أبي العَالية.
ويجوز أن يكون المعنى: لن تقبل توبتهم إذا تابوا إلى كفرٍ آخر، وإنما تُقبل توبتهُم إذا تابوا إلى الإِسلام.
{"ayah":"إِنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ بَعۡدَ إِیمَـٰنِهِمۡ ثُمَّ ٱزۡدَادُوا۟ كُفۡرࣰا لَّن تُقۡبَلَ تَوۡبَتُهُمۡ وَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلضَّاۤلُّونَ"}