ثم قال جل وعزَّ ﴿أَنِ ٱعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي ٱلسَّرْدِ﴾.
قال قتادة: أي دُرُوعاً سابغاتٍ.
قال أبو جعفر: يُقال: سَبَغَ الثوبُ والدِّرعُ وغيرهما: إذا غطَّى كلَّ ما هو عليه، وفَضَل منه.
ثم قال: ﴿وَقَدِّرْ فِي ٱلسَّرْدِ﴾.
قال قتادة: السَّرْدُ: المسمارُ الذي في حَلَق الدِّرع.
قال أبو جعفر: وقال ابن زيد: ﴿السَّرْدُ﴾: الحَلَقُ.
والسَّردُ في اللغة: كلُّ ما عُمل مُتَّسقاً متتابعاً، يقربُ، بعضُه من بعض، ومنه سَرْدُ الكلام.
قال سيبويه: ومنه رجل سَرْنَدِيٌّ أي جرىء، قال: لأنه يمضي قُدُماً.
قال أبو جعفر: ومن قيل للذي يصنع الدروع: زَرَّادٌ، وسَرَّادٌ.
فالمعنى ـ وهو قول مجاهد ـ وقدِّر المساميرَ في حَلَق الدِّرع، حتى تكون بمقدار لا يغلظ المسمارُ وتضيق الحَلَقة، فتفصم الحلقة، ولا توسِّعْ الحلقة وتُصَغِّر المسمارَ وتُدِقَّهُ، فتسلسُ الحلقة.
{"ayah":"أَنِ ٱعۡمَلۡ سَـٰبِغَـٰتࣲ وَقَدِّرۡ فِی ٱلسَّرۡدِۖ وَٱعۡمَلُوا۟ صَـٰلِحًاۖ إِنِّی بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِیرࣱ"}