قال: فبَطِروا النِّعمة ﴿فَقَالُواْ رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا﴾.
قال الله جل وعز: ﴿وَظَلَمُوۤاْ أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ﴾.
وقرأ عبدالله بن عباس وابنُ الحنفية ﴿رَبُّنَا بَاعَدَ بَيْنَ أَسْفَارِنَا﴾.
قال ابنُ عباس: شَكَوْا ربَّهُمْ جَلَّ وعزَّ.
وقرأ يحيى بن يَعْمُر، وعيسى: ﴿رَبَّنَا بَعِّدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا﴾.
وقرأ سعيدُ بنُ أبي الحسن ـ أخو الحسين ـ: ﴿رَبَّنَا بَعُدَ بَيْنَ أَسْفَارِنَا﴾.
والقراءةُ الأولى أَبْيَنُ، وأهلُ التفسيرِ يقولون: بَطِرُوا النِّعمةَ، وأخبرَ اللهُ جلَّ وعزَّ، أنه عاقَبَهُمْ على ذلك، إلاَّ أنه يجوز أن يكونوا قالوا هذا، بَعْدَما باعَدَ اللهُ جلَّ وعزَّ بين أسفارهم، أو يكونوا لبطرِهم استبعدوا القريب.
وكانت العربُ تضربُ بهم المَثَل فتقول: "تَفَرَّقوا أيْدِيَ سَبأٍ" و "أَيَاديَ سَبَأٍ" أي مذاهب سََبَأٍ وطُرُقَها.
{"ayah":"فَقَالُوا۟ رَبَّنَا بَـٰعِدۡ بَیۡنَ أَسۡفَارِنَا وَظَلَمُوۤا۟ أَنفُسَهُمۡ فَجَعَلۡنَـٰهُمۡ أَحَادِیثَ وَمَزَّقۡنَـٰهُمۡ كُلَّ مُمَزَّقٍۚ إِنَّ فِی ذَ ٰلِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّكُلِّ صَبَّارࣲ شَكُورࣲ"}