ثم قال جل وعز: ﴿وَقَالُواْ مَا لَنَا لاَ نَرَىٰ رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِّنَ ٱلأَشْرَارِ. أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيّاً﴾ [آية ٦٢، ٦٣].
ويُقرأ ﴿أَتَّخَذْنَاهُمْ﴾؟ على الاستفهام.
وفي القراءة الأولى قولان:
أحدهما: وهو قول الفراء: أنها على التوبيخ والتعجُّبِ، قال:
والعربُ تأتي بالاستفهام في التوبيخ والتعجب، ولا تأتي به.
والقول الآخر: وهو قولُ أبي حاتم أن المعنى: وقالوا ما لنا لا
نرى رجالاً اتَّخَذْنَاهم سِخْرياً؟ يجعله نعتاً للرجال.
ومعنى "سُخْرِي" و "سِخْري" عند أكثرِ أهلِ اللغةِ واحدٌ، إلاَّ أبا عَمْروٍ، فإنه زعم أن ﴿سِخْرِيّاً﴾ يسخرون منهم، و ﴿سُخْرِيّاً﴾ يُسخِّرونهم ويستذلُّونهم.
{"ayah":"وَقَالُوا۟ مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالࣰا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ ٱلۡأَشۡرَارِ"}