وقولُهُ جلَّ وعزَّ: ﴿وَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ﴾.
رَوَى سعيدٌ عن قَتادةَ قال: مخلصاً.
قال أبو جعفر: يُقال: أنابَ: إذا رجَعَ، وتَابَ.
وقولُه جلَّ وعز: ﴿ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُوۤ إِلَيْهِ مِن قَبْلُ﴾.
أي أعطاهُ وأباحه، وكان أبو عمروِ بنِ العلاءِ يُنْشِدُ:
هُنَالِكَ إنْ يُسْتَخْوَلُوا المَالَ - يُخْوِلُوا * وإن يُسْأَلُوا يُعْطُوا، وإن يَيْسِرُوا يُغْلُوا
ثم قال: ﴿نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُوۤ إِلَيْهِ مِن قَبْلُ﴾.
أي نسي الذي كان يدعو الله جلَّ وعزَّ به، من قبلُ.
ويجوز أن يكون المعنى نسيَ اللهَ الذي كان يدعوه، كما
قال تعالى ﴿وَلاَ أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ﴾.
وفي قوله تعالى ﴿قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً﴾ معنى التهديد.
وقولُه جل وعز: ﴿وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ﴾.
قال السدي: الأندادُ من الرجالِ، يطيعهم في المعاصي.
وقيل: عَبَدَ الأوثانَ.
وهذا أولى بالصواب، لأن ذلك في سياق عتاب الله عز وجل
إياهم، على عبادتها.
{"ayah":"۞ وَإِذَا مَسَّ ٱلۡإِنسَـٰنَ ضُرࣱّ دَعَا رَبَّهُۥ مُنِیبًا إِلَیۡهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُۥ نِعۡمَةࣰ مِّنۡهُ نَسِیَ مَا كَانَ یَدۡعُوۤا۟ إِلَیۡهِ مِن قَبۡلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَادࣰا لِّیُضِلَّ عَن سَبِیلِهِۦۚ قُلۡ تَمَتَّعۡ بِكُفۡرِكَ قَلِیلًا إِنَّكَ مِنۡ أَصۡحَـٰبِ ٱلنَّارِ"}