وقوله جل وعز: ﴿وَٱتَّخَذَ ٱللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً﴾.
الخليلُ في اللغةِ يكون بمعانٍ:
أحدها: الفقير، كأنه به الاختلال، كما قال زهير:
وَإِنْ أَتَاهُ خَلِيلٌ يَومَ مَسأَلَةٍ * يَقُولُ لاَ غَائِبٌ مَالِي وَلاَ حَرِمُ
والخليلُ: المحبُّ.
وقيل في قول الله عز وجل: ﴿وَٱتَّخَذَ ٱللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً﴾ أي محتاجاً فقيراً إليه.
والقولُ الآخر، هو الذي عليه أصحاب الحديث: أنه المحِبُّ المُنْقَطِعُ إلى الله، الذي ليس في انقطاعِهِ اختلالٌ.
والقولُ الثالث: أنه يقال: فلانٌ خَليلُ فلانٍ، أي هو يَخْتَصُّهُ.
ومنه الحديثُ: "لو كنتُ متخذاً خليلاً، لاتَّخذتُ أبا بكر خليلاً".
فَدَلَّ بهذا على أنه ﷺ لا يختصُّ أَحَدَاً بشيءٍ من العِلمِ دُون غَيْرِهِ.
{"ayah":"وَمَنۡ أَحۡسَنُ دِینࣰا مِّمَّنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنࣱ وَٱتَّبَعَ مِلَّةَ إِبۡرَ ٰهِیمَ حَنِیفࣰاۗ وَٱتَّخَذَ ٱللَّهُ إِبۡرَ ٰهِیمَ خَلِیلࣰا"}