وقولُه جلَّ وعز ﴿لَّـٰكِنِ ٱللَّهُ يَشْهَدُ بِمَآ أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ﴾.
قال القُتَبِيُّ: و "لَكِنْ" لا تكون إلاَّ بعد نفي، قال: فهي محمولةٌ على المعنى، لأنهم لمَّا كذَّبوا فقد نَفَوْا، فقال جل وعز ﴿لَّـٰكِنِ ٱللَّهُ يَشْهَدُ بِمَآ أَنزَلَ إِلَيْكَ﴾.
قال أبو جعفر: وهذا غَلَطٌ، لأن "لَكِنْ" عند النحويين إذا كانت بعدها جملةٌ، وقعتْ بعد النفيِ، والإِيجاب، وبعدها ههنا جملة، وإنما يقول النحويون: لا تكونُ إلاَّ بعد نفي، إذا كان بعدها مفردٌ.
وقوله ﴿أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ﴾ أي أنزله وفيه عِلْمُهُ، كما تقول: جاء فلانٌ بالسيف أي وهو معه، وكما قال جلَّ وعز ﴿تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ﴾.
{"ayah":"لَّـٰكِنِ ٱللَّهُ یَشۡهَدُ بِمَاۤ أَنزَلَ إِلَیۡكَۖ أَنزَلَهُۥ بِعِلۡمِهِۦۖ وَٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ یَشۡهَدُونَۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِیدًا"}