وقوله جلَّ وعز: ﴿وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوۤاْ أَنطَقَنَا ٱللَّهُ ٱلَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ﴾.
هذا تمامُ الكلام.
ثم قال: ﴿وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾.
وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى ﴿وَمَا كُنْتُمْ
تَسْتَتِرُونَ﴾ قال: تَتَّقُونَ.
قال أبو جعفر: المعنى: وما كنتم تستترون، من أن يشهدَ
عليكم سمعكُمْ.
قال عبدالله بن مسعودٍ: كنتُ مستتراً بأستار الكعبة، فجاء
ثقفيٌّ وقرشيَّان، كثيرٌ شحمُ بطونهم، قليلٌ فقهُ قلوبهم، فتحدثوا بينهم
بحديث، فقال أحدهم: أترى اللهُ يسمعُ ما نقولُ؟ فقال الآخرانِ:
يسمعنا إذا جهرنا، ولا يسمعنا إذا خافتنا، وقال الآخر: إن كان
يسمعنا إذا جهرنا، فهو يسمعنا إذا خافتنا.
{"ayah":"وَقَالُوا۟ لِجُلُودِهِمۡ لِمَ شَهِدتُّمۡ عَلَیۡنَاۖ قَالُوۤا۟ أَنطَقَنَا ٱللَّهُ ٱلَّذِیۤ أَنطَقَ كُلَّ شَیۡءࣲۚ وَهُوَ خَلَقَكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةࣲ وَإِلَیۡهِ تُرۡجَعُونَ"}