وقوله جل وعز: ﴿سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ وَيُدْخِلُهُمُ ٱلْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ﴾.
في معناه ثلاثة أقوال:
قال مجاهد: عرَّفهم بيوتها، ومساكِنَها، وقَسَمَهم منها، فلا
يَغْلطُ أحدٌ منهم، فيدخل إلى موضعٍ غيره، ولا يحتاج أن يَسْتَدِلَّ.
وقال سَلَمةُ بن كُهَيل: ﴿عَرَّفَهَا لَهُمْ﴾: عرَّفهم طُرُقها، فهذا قولٌ.
وقيل: ﴿عَرَّفَهَا﴾: طيَّبَها.
وقيل: ﴿عَرَّفَهَا﴾: رفعها.
قال أبو جعفر: القولُ الأول - وإن كان بعض أهل اللغة قد
أنكره، وقال: لو كان كذا لقال: عرَّفهم بها - أحسنُ الأقوال
وأصحُّها، ولا يَلزم هذا الردُّ.
والمعنى: بيَّنها لهم فتبيَّنوها.
والقول الثاني: ليس بممتنع، لأنه يُقال: طعامٌ معرَّفٌ أي مطيَّبٌ.
والقولُ الثالث: مأخوذ من العُرْفِ، لارتفاعه.
وقيل: أي عرَّف المكلَّفينَ من عباده بأنَّها لهم.
{"ayah":"وَیُدۡخِلُهُمُ ٱلۡجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمۡ"}