وقولُه عزّ وجلّ: ﴿وَذَرِ الَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً، وَغَرَّتْهُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا﴾.
قال قتادة: هذا منسوخ، نَسَخَه قوله تعالى: ﴿فَاقْتُلُوا المُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوْهُمْ﴾.
* ثم قال جلّ وعز: ﴿وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ﴾.
قال مجاهد: تُسْلَمَ.
وقال الكسائي والأخفش: أي تُجْزَى.
وقال الفراء: أي تُرْتهن.
وهذه المعاني متقاربة، وقول مجاهد حسنٌ أي تُسْلَم بعملها، لا تقدر على التخلص؛ لأنه يُقال: استبسل فلان للموت، أي رأى ما لا يقدر على دفعه، ويُنْشَد:
وَإِبْسَالِي بَنِيَّ بِغَيْرِ جُرْمٍ * بَعَوْنَاهُ وَلاَ بِدَمٍ مُرَاقِ
[قال أبو جعفر: بَعَوْنَاه: أي جنينَاه].
وقوله جلّ وعزّ: ﴿وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَآ﴾.
قال قتادة: العدلُ: الفِديةُ، وقد بَيَّنَّاه فيما تقدّم.
{"ayah":"وَذَرِ ٱلَّذِینَ ٱتَّخَذُوا۟ دِینَهُمۡ لَعِبࣰا وَلَهۡوࣰا وَغَرَّتۡهُمُ ٱلۡحَیَوٰةُ ٱلدُّنۡیَاۚ وَذَكِّرۡ بِهِۦۤ أَن تُبۡسَلَ نَفۡسُۢ بِمَا كَسَبَتۡ لَیۡسَ لَهَا مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِیࣱّ وَلَا شَفِیعࣱ وَإِن تَعۡدِلۡ كُلَّ عَدۡلࣲ لَّا یُؤۡخَذۡ مِنۡهَاۤۗ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ أُبۡسِلُوا۟ بِمَا كَسَبُوا۟ۖ لَهُمۡ شَرَابࣱ مِّنۡ حَمِیمࣲ وَعَذَابٌ أَلِیمُۢ بِمَا كَانُوا۟ یَكۡفُرُونَ"}