ثم قال جلَّ وعزّ: ﴿ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُوۤاْ إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ﴾.
يجوز أنْ يكون هذا إخباراً عن إبراهيم ﷺ أنه قاله.
ويجوز أن يكون مستأنفاً من قول الله جلَّ وعزَّ.
وفي بعض الروايات عن مجاهد ما يدلُّ أنَّه إخبارٌ عن إبراهيم.
ورُوِيَ عن مجاهد أنّه قال في قول الله جلّ وعزّ ﴿وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ﴾ قال: هو قوله: ﴿فَأَيُّ الفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ؟ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُوۤاْ إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ﴾.
قال أبو بكر وعليّ ـ رضي الله عنهما ـ وسلمان وحذيفة في قوله تعالى: ﴿وَلَمْ يَلْبِسُوۤاْ إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ﴾ أي بشركٍ.
ورَوَى علقمة عن عبدالله بن مسعود لمَّا نزلت ﴿ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُوۤاْ إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ﴾ اشتدَّ ذلك على أصحاب رسول الله ﷺ وقالوا: أَيُّنا لا يظلم؟! فقال رسول الله ـ ﷺ ـ: ليس كما تظنون، إنّما هو كما قال لقمان: ﴿إنّ الشّرك لظلم عظيم﴾.
{"ayah":"ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَلَمۡ یَلۡبِسُوۤا۟ إِیمَـٰنَهُم بِظُلۡمٍ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ لَهُمُ ٱلۡأَمۡنُ وَهُم مُّهۡتَدُونَ"}