قوله: وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ يعني: يصفون لله ويقولون: الملائكة بنات الله فقال:
سُبْحانَهُ أي: تنزيهاً له عن الولد وَلَهُمْ مَّا يَشْتَهُونَ يعني: الأولاد الذكور، أي: يصفون لغيرهم البنات، ولأنفسهم الذكور.
ثم وصف كراهتهم البنات لأنفسهم فقال: وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى يقول: إذا بشر أحد الكفار بالأنثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا أي: صار وجهه متغيراً من الحزن والخجل، وَهُوَ كَظِيمٌ أي: مكروباً مغموماً من الحزن، يتردد حزنه في جوفه.
ثم قال: يَتَوارى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ يعني: يكتم ما به من القوم ويستتر ويختفي من سوء مَا بُشّرَ بِهِ أي: ما ظهر على وجهه من الكراهية، ويدبر في نفسه كيف أصنع بها أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أي: الأنثى التي ولدت له على هوان، يعني: أيحفظه على هوان أَمْ يَدُسُّهُ أي: يدفنه فِي التُّرابِ أَلا ساءَ مَا يَحْكُمُونَ أي: بئسما يقضون به، لأنفسهم الذكور وله الإناث.
{"ayahs_start":57,"ayahs":["وَیَجۡعَلُونَ لِلَّهِ ٱلۡبَنَـٰتِ سُبۡحَـٰنَهُۥ وَلَهُم مَّا یَشۡتَهُونَ","وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِٱلۡأُنثَىٰ ظَلَّ وَجۡهُهُۥ مُسۡوَدࣰّا وَهُوَ كَظِیمࣱ","یَتَوَ ٰرَىٰ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ مِن سُوۤءِ مَا بُشِّرَ بِهِۦۤۚ أَیُمۡسِكُهُۥ عَلَىٰ هُونٍ أَمۡ یَدُسُّهُۥ فِی ٱلتُّرَابِۗ أَلَا سَاۤءَ مَا یَحۡكُمُونَ"],"ayah":"وَیَجۡعَلُونَ لِلَّهِ ٱلۡبَنَـٰتِ سُبۡحَـٰنَهُۥ وَلَهُم مَّا یَشۡتَهُونَ"}