الباحث القرآني

قوله عز وجل: أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا يعني: بمحمد ﷺ والقرآن وَقالَ لَأُوتَيَنَّ يعني: لأعطين مَالاً وَوَلَداً في الجنة. روى أسباط عن السدي: أن خباب بن الأرت كان صائغاً يعمل للعاص بن وائل حلياً، فجاء يسأله أجره، فقال له العاص: أنتم تزعمون أن لنا بعثا وجنة وناراً، فَإِذا كَانَ يَوْمُ القِيَامَةِ، فإني سأوتى مَالاً وَوَلداً، وأعطيك منه، فنزل أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً في الجنة. قرأ نافع وعاصم وأبو عمرو مَالاً وَوَلَداً بفتح الواو واللام في كل القرآن، غير أن أبا عمرو قرأ في سورة نوح بالضم، وهكذا روي عن مجاهد. وقرأ حمزة والكسائي بضم الواو وجزم اللام من هاهنا إلى آخر السورة، والتي في الزخرف، والتي في سورة نوح. وقال أبو عبيد: إنما قرأ هكذا لأنهما جعلا الوُلْد غير الوَلَد، فيقال: الوُلْد جماعة الأهل، والوَلَد واحد، وقال الزجاج: الوُلْد مثل أسد وأسد، وجاز أن يكون الوَلد بمعنى الولد. قال أبو عبيد: والذي عندنا في ذلك أنهما لغتان، والذي نختاره منهما بفتح الواو واللام. قال الله عزّ وجلّ رداً على الكافرين: أَطَّلَعَ الْغَيْبَ يقول: أنظر في اللوح المحفوظ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً يعني: أعقد عند الله عقد التوحيد، وهو قول لا إله إلا الله؟ ويقال: أعهد إليه أن سيجعل له في الجنة كَلَّا وهو رد عليه، لا يعطى له ذلك. واعلم أنه ليس في النصف الأول من القرآن كلا، وأما النصف الثاني: ففيه نيف وثلاثون موضعاً. ففي بعض المواضع: في معنى الرد للكلام الأول، وفي بعض المواضع: للتنبيه في معنى الافتتاح، وفي بعض المواضع: يحتمل كلا الوجهين. فأول ذلك أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً كَلَّا تم الكلام عنده أي: كلا لم يطلع الغيب ولم يتخذ عهداً، ثم ابتدأ سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ ومن ذلك قوله فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ [القصص: 33] قَالَ: كَلاَّ لا يقتلونك. وأما الذي هو للتنبيه في معنى الافتتاح، قوله عز وجل حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ [التكاثر: 2- 3] وقوله عز وجل: سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ يعني: سنحفظ ما يقول من الكذب وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ يعني: نزيد له من العذاب مَدًّا يعني: بعضه على إثر بعضٍ وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ يعني: نعطيه غير ما يقول في الجنة، ونعطي ما يدعي لنفسه لغيره ثم قال: وَيَأْتِينا فَرْداً يعني: وحيداً بغير مال ولا ولد.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب